الاثنين، 25 مارس 2013

لـِ لا أحد



لك أن تتخيل يا قارئي العزيز (إن كنت موجوداً أصلاً)، لك أن تتخيل تلاطمات هدير الحرف لدي فهي عاجزةٌ تأبى الخروج، هي تتحرك بصمت أشعر به، حتى إذا تصرفت بها الأنامل ضيعتها..!

نعم،  قد كنت أكتب في الماضي هنا، ولا زلت أكتب، ولسوف اكتب بالرغم من تخاذلات النفس وإحجامها، وبالرغم من جفاف محبرة الفكرة وسهام كِنَانَتِها..!

سبعٌ سنين مضت، سبعٌ تعضدها الأتراح من كل جانب أفلت وولت، ولست أعلم إن كان من سبعةٍ أخرى تتجدد أم أن هادم الأفراح والأتراح معاً يكون أقرب..
حقيقةً لست أبالي..
فليست الحياة لدي سوى عجلة دائرية لا تتوقف تتسع في دائرتها أبَدَ تشاهق الأنفاس وزفراتها...!
------------------
 
فيما مضى،،
قطعت على نفسي عهداً أن لا أتحدث بياناً عن خلجات قلبي وما يغشاه، عن نزيف قلبٍ لمجهولٍ أرجو بلوغه..!
فرسائل شوقي دوماً ما تُبعث للعدم، وقد أُتخمت برماد لا يُرى له غبار...!
نعم، للحب لدي قصة، ولست براويٍ لها،
 لا لعجزٍ تملك أناملي فأصابها بالشلل، ولا لجفافٍ حل بقلبي فأقلحه...
بل لأني أنسيٌّ لا يرى جدوى لترانيم أحرفٍ لا تحمل سوى غلوٍ كاذب،
يهيم بها مُدعيها فيبحر لسرابٍ عذبٍ محالٌ الوصل إليه،
قد نسج خيوط قصيدته بأمل وظل متمسك بها حتى ولو شُدَّ لأخر النفس،
وبالرغم من سعي مِدَادِه الحثيث في تصوير حلمٍ يرجو واقعه..
إلا أنه يبقى سليل الحرف لا حيلةَ له في بلوغ مُرامه..!


  تباً،،،
ما هذه الترهات التي يتفوه بها حرفي،
وكأنما رسائلي خلت إلا من تلك الحماقات البائسة،،


------------------
في النهاية،
هذه رسالة قد كان أولها مقطوف، فلا مناسبة بدأت بها الكتابة،
كما أن نهايتها مفقودة لا أجد سبيلاً للوصول إليها،
شعثاء أحدات الحياة كذلك، فنحن ندور في كومة أحداث قد أضعنا بدايتها، وفقدنا حتى سربات كذب النهاية فيها،
أكره هذا العطب في صفحاتي،
فلم أكن يوماً عبداً لتسلسل الأحداث أقبلها كما هي دون ممانعة،
أكره رتابة تفاصل يومي الصغيرة المملة،
وأكره أكثر انقلابات الأحوال لا أعرف لها ثبات،
وقد أبدو كثيرا في نظر نفسي أني متطلبٌ جداً ومثاليٌ أكثر، ولكن لا ضير ما دامت مجرد أحرفٍ تتنافى بحقيقتها عن الواقع،


الواقع مختلف..
ولكن، أمن فسحةٍ للرحيل..!







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق