الاثنين، 11 مارس 2013

جوانبٌ..وأنا



لا بأس إن بدأ الكاتب بنسج خيوط حديث مبعثرة، فتخبطه يؤول في نهايته إلى التمسك بأحد تلك الخيوط الواهنة !


قد كان يأخذني خاطف الذكرى إلى الوراء، حيث الرماد بعد هشيمٍ مُحترق،،


و يأخذوني في أحيانٍ كثيرة خارق اللاشعور إلى أيامٍ قابله، حيث صفحاتٌ بيضاء أرسم بها ما أفتقد،،


والمشكلة العُظمى أني عبثاً أتناسى يومي الآني وما يحمله،،

 

----------------------

 

الإختلاف سمة البشر، بل أن ذلك أحد سُنن الحياة التي بُنيت عليها، 

أعلم جيداً أني بذكري لذلك لم آتي بجديد،

فكتبٌ كثيرة ومقالاتٌ عديدة سُطرت لتبين هذه الاختلافات وتحاول جاهدةً عقدها بالقوانين محكومة، ولكن "هيهات هيهات" فهي عن ذلك بعيدة، بل وتلاحق سراباً يتراءى للفكر لا يُنتهى إليه أبداً،

 

 

نعم، "أحسب" أنني رُزقت ملكة التأمل في وجوه البشر، فعندما أقلِّب ناظريَّ بين من أقابل، أجد في كل فردٍ ملامح تختلف بشكلها (أعني هنا مضمون شخصياتها) عن الأخر،

وأنا هنا لست بمعترض،،!

 

إلا أني أتساءل دوماً عن فطرة البشر، وأتساءل أكثر عن اختلال تلك الفطرة وتفاوتها "ثم" انحيازها لسُبل متفرقة تختلف في جوهرها عن تأويلات فهم الشخصية..!

 

كونك طبيب، يجعلك ذلك أقرب للجانب الضعيف من البشر، أو بمعنى أصح الجانب المظلم منهم، 

حتى إذا تكشفت الاعماق وهتكت السرائر أيقنت أنك في معضلة تقبُّل ذاك الطرف بمجمله كإنسان دون وجود شائبةِ أثرٍ سلبي تغير مجرى تعاملك معه..

حينها تجاهد نفسك وقسمات وجهك أيضاً محاولاً رسم ابتسامة زائفة تخفي بها ملامح اشمئزازك مما عرفت،،

 

أدرك جيداً أننا بشرٌ هنا، وأن العصمة أمرٌ محالٌ الوصول إليه، بل أنت تُجحف بمثاليتك المصطنعة عندما ترفض ذلك..

إلا وعلى الرغم من ذلك، تبقى نفوسنا بشرية، تحتضنها قلوبٌ تتقلب طائشةً لا تعرف ثبات..

 

أن يكون لك نصيبٌ من الاطلاع على تلكم الجوانب، لا يعني أن تحمل نفسك على الاغترار بها وعملها وعبادتها، وليس لك حقٌ في إستصغار من ضل عن سبيله، تبقى هي رحمة الرب من عصمتك عن الولوج إلى هاتيك الدركات..!


أ.هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق