السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
أتعلمون,,,؟
أكتب هذه التدوينة وأنا على فراشي, قبل أن ابدأ بمخاطبة دولاب الملابس الخاص بي D=
لا أعلم ما هو العنوان الأنسب لهذه التدوينه,,,
لذا وضعت تلك الخربشات والتي أقرب ما تكون طلاسماً إرانية<<<تأثير حُسينيات الجر الغثيث الذي اعتقد ان المعركة وَجَبَتْ معه!
^_^
في الحقيقة اريد التحدث عن أمرين...
الأول: الوصية.
والثاني: الرسالة.
----------------------------------------------
قبل ما يقارب السنتين , أثناء تفشي وباء إنفلونزا الخنازير...
دخلت المستشفى في مثل هذا اليوم من شهر رمضان, وذلك لإشتباه اصابتي بهذا الوباء.
أذكر انني كنت متعباً إلى أبعد حد, إرتفاع في الحرارة وصعوبة في التنفس وصدري لا يكاد يتسع لأي حيز هواء...
فعلاً كان حالي يُرثى لها.
كنت متدثراً بأغطية فوق ذاك السرير القابع في إحدى زوايا الغرفة,
حان موعد الإفطار والذي منعني الإرهاق من النهوض إليه..
كنت أتألم كثيراً إلا أن كفة هذه الآلم طاشت بمقارنتها بألم التهميش وقلة الإهتمام الذي واجهته آن ذاك!
إستجمعت كل ذرة قوة أملكها, ومتلحفاً بفروتي وصلت إلى السيارة بعد ترنح وذهبت إلى المستشفى...
كنت أخاف أن يغيب وعيي أثناء القيادة إلا أن الله سلَّم.
وصلت إلى المستشفى,
توجهت إلى الطواريء...
كانت حرارتي مترفعه, لم تنخفض مع مخفضات الحرارة, والتفنس كان ضعيفاً مما إستدعى وضع قناع الأكسجين.
أثناء مكوثي هناك تم إستدعاء الإستشاري من منزله وبعد عمل الفحوصات اللازمه قرر تنويمي في المستشفى.
لم أكن مخيراً بل الأمر كان إجباراً, ألبسوني كمامة عازلة للحد من خطر إنتشار المرض, ورافقتني الممرضه إلى قسم التنويم, والذي وضع أمامي أوراقاً لم أكن أراها,
طلب توقيعي وفعلت.
ثم إتجهوا بي إلى طابق التنويم, ووضعوني في جناح خاص كُتب على بابه isolation أي عزل وحجر صحي.
عندها, وعندها فقط إتصلت على أبي واخبرته أنني في المستشفى منوم..
طلبت منه عدم إحضار إخوتي للمسشتفى وذلك لخطر إنتقال العدوى.
أقفلت السماعه, ثم غططت في سبات عميق. أيقضني منه وخز إبر الخط الوريدي والذي كان في كلتا يدي..
كان هناك 3 مضادات حيوية تخوض معاركها في جسمي, أحدها كان غثيث,
كانت مدة ضخ هذا المضاد الحيوي الغثيث تستمر لـ6ـ ساعات وعليها, أثناء هذا الوقت, كان هذا المضاد يحرق الوريد والذي سبب آلام منعتني من النوم,, أذكر أن لونه كان اصفر...
عندما وصل والداي, دخلا ولم يلبسا أي لباس للعزل, أخذت والدتي تقلب ناظريه في قسمات وجهي ووضع ابي يده على رأسي وبدأ يداعب شعري وهو يبتسم..
كان شعورغريب, كنت خجلاً جداً, حتى أنني أبعدت يد ابي عن رأسي...
بعد أن قضيت 3 أيام في المستشفى, قاموا خلالها بأخذ خذعه مؤلمة, أعتقد أنها من أعلى تجاويف الجيوب الأنفيه..
وصلت نتيجة الفحوصات والتي بينت أنني مصاب بإلتهاب بكتيري كان سببه إرتجاع العصارة المعدية والتي كانت تحلل أغشية الرئة مما سبب هذه المشاكل.
هذه تجربة جعلتني افكر تفكير جدي في إعادة كتابة وصيتي والتي كنت قد كتبتها قبل مدة, أعتقد في السنة الثالثة من الثنوية.
لا ازال أحتفظ بأول وصية لي, ولا أخفيكم كلما قرأتها اضحك ضحك هستيرياً لا يعرف نهاية!
كنت قد كتبتها بالعامية, كانت توجهاتها عاااطفية بشكل فضييع..
طلبت فيها من ابي أن يتبرع بمبلغ أعتقد أنه 4000 ريال وكتبت أيضاً..."وإذا تبرعت بـ 5000 ريال فكثر الله خيرك" ^_^
كتبت فيها رسالة لكل شخص من عائلتي, والتي أختتمها دوماً بكلمة (أحبك)
كتبت لهم, لا تصيحون ولا تبكون على موتي, وإلى أخره من البربسه D=
فعلاً مضحكه,,
المهم,
قررت الآن أنني سوف أكتب وصيتي من جديد, لا احد منا يعلم متى يحين موعد رحيله من الدنيا, وبما أن الوقت متاح الآن, فلم لا ^_^
سوف ابتعد عن العاطفة هذه المره, ^_^
----------------------------------------------------
أما الأمر الأخر وهو الرسالة, فهي شبية بالوصية إلى أنها موجهة لي وليس لهم ^_^
أرى الأيام تتقاذفنا مسرعة,
لا أزال اذكر ذاك اليوم الذي دخلت فيه للكلية وكأنه البارحه, قضيت 5 سنوات وانا الآن على أعتاب سنة التخرج.
9 اشهر تفصل بين طالب طب وطبيب إمتياز..
سوف أكتب رسالة لنفسي وافتحها بعد سنة أو سنتين, لم أقرر بعد.
سوف أصف بها كل شيء حوالي, مكاني وملبسي وأفكاري وماذا أكلت في ذلك اليوم وماذا فعلت, حتى أنني قد اضع وزني ^_^
سوف أكتب ما اريد تحقيقه من أحلام, سوف أكتب ما اريد أن أكون عليه بعد سنة أو سنتين من الآن, سوف أكتب خطاباً لزوجتي المستقبلية, وسوف أضعر رسالة لأبنائي ايضاً, وسوف أغلفها حتى يحين موعد فتحها ^_^
لأقرأها عليهم جميعاً =)
كم أتوق إلى ذلك اليوم D=
أعتقد أن الأمر سوف يقيس ما كنت قد قدمته في حياتك منذو كتابتك للرسالة حتى لحظة فتحها, كما أنه دافع وحافز للمضي فيما أنت مخطط له.
لما لا تفعلون أنتم ذلك أيضاً...
----------------------------
اعجبني ديكور بداية التدوينة ^_^
----------------------------
أما الآن, فسوف أنفض نفسي عن الفراش, لأكتب وصيتي....
(فيس يحمل في ثناياه الكثير,,,لونه أخضر)
----------------------------------
أرى النهاية من بعيد!
كونوا جميعاً بخير.